للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤٣] "نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا، فإمَّا أن يُمدَّنا بالرجال، وإمَّا أن يأمرنا بأمره فنمضي له"١.

ويذكر الوليد بن مسلم٢ أنَّ بعض المسلمين نصح زيد بالانصراف، مكتفياً بما حقَّقه من مكاسب معنوية، قائلاً له:

[٤٤] "قد وطئت البلاد، وأخفت أهلها، فانصرف، فإنه لا يعدل العافية شيء، وعبد الله بن رواحة ساكت، فسأله زيد عن رأيه فقال: "إنَّا لم نسر إلى هذه البلاد ونحن نريد الغنائم، ولكنَّا خرجنا نريد لقاءهم، ولسنا نقاتلهم بعددٍولاعُدَّة، فالرأي المسير إليهم"٣.

[٤٥] "فشجَّع الناس عبد الله بن رواحة، وقال: "يا قوم، والله إنَّ التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة وكثرة، ما نقاتلهم إلاَّ بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنَّما هي إحدى الحسنيين، إمَّا ظهور، وإمَّا شهادة، قال: "فقال الناس: "قد والله صدق ابن رواحة، فمضى الناس"٤. وقبل زيد رأيه وسار إليهم.


١ من مرسل عروة عند ابن هشام، وقد سبق تخريجه برقم [٣١] .
٢ الوليد بن مسلم القرسي، مولاهم، أبو العباس الدمشقي (ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية) من الثامنة. مات آخر سنة أربع، أو أوَّل سنة خمس وتسعين. (تقريب ٥٨٤) .
٣ من رواية ابن عائذ عن الوليد بن مسلم، وقد سبق تخريجها برقم [٤١] .
٤ من مرسل عروة عند ابن هشام، وقد سبق تخريجه برقم [٣١] .

<<  <   >  >>