للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعندما تراجع المشركون "جمع خالد قوَّاته، وقطع التماس مع العدوِّ، وانسحب مع قوَّاته بعيداً إلى الخلف، وأصبح الجيشان يواجهان بعضهما خارج مدى النبال، وكان كلاهما يلتمس الراحة وإعادة التنظيم"١.

ويذكر ابن الديبع الشيباني، أنَّ خالد بن الوليد - رضي الله تعالى - عنه:

[٦٨] "قاتل قتالاً شديداً ودافع عن المسلمين حتى انحاز بهم إلى جبل"٢.وكانت تلك فرصة للمسلمين لدفن شهدائهم في المعركة. قال سعيد بن أبي هلال٣:

[٦٩] "بلغني أنَّهم دفنوا يومئذٍ زيداً، وجعفراً، وابن رواحة في حُفْرَةٍ واحدةٍ"٤ كما تمَّ تقسيم أسلاب القتلى من العدوِّ على مقاتليهم، إلاَّ أنَّ خالداً - رضي الله تعالى عنه - استكثر سلب الرومي الذي قتله المَدَدِّيّ، فبعث إليه:

[٧٠] "خالد بن الوليد، فأخذ من السلب. قال عوف: فأتيته، فقلت: يا خالد! أما علمت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالسلب للقاتل؟!.


١ الجنرال أكرم: سيف الله ١٠٦-١٠٧.
٢ وجيه الدين عبد الرحمن بن علي: حدائق الأنوار ٢/٦٥٦.
٣ سعيد بن أبي هلال الليثي، مولاهم، أبو العلاء المصري، "صدوق، لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفاً، إلاَّ أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط"، من السادسة، مات بعد الثلاثين، وقيل: قبلها. (تقريب ٢٤٢) .
٤ سبق تخريجه برقم [٦٧] .

<<  <   >  >>