للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المعاصرين١.

[٨٥] القول الثالث: انسحاب خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه بالمسلمين - بعد تولِّيه القيادة - من ميدان المعركة بعد قتالٍ قويّ ومرير، ثُمَّ إحجام الروم عن مهاجمة المسلمين بعد خطَّته الإيهامية الذكية بتغييره مراكز الجيش، ومِن ثَمَّ انسحاب كُلّ طرف عن الآخر دون قتال.

وهذا القول وردت به رواية حسنة إلى شاهد عيان من المعركة٢، وهو اختيار محمَّد بن إسحاق٣، ورواه ابن عائذ بسنده عن


١ انظر: بولس سلمان: خمسة أعوام في شرق الأردن ٢١٠، وجورجي زيدان: تاريخ التمدُّن الإسلامي ٦١، ومحمَّد لطفي جمعة: ثورة الإسلام ١٠١٦، وإبراهيم العدوي: الامبراطورية البيزنطية ٣٧، وعمر فرُّوخ: تاريخ صدر الإسلام ٦٩، ورشيد الجميلي: تاريخ العرب في الجاهلية ٣٢٤ نقلاً عن الدكتور العتوم، تجربة مؤتة: ١٥٩-١٦١.
٢ من رواية عبَّاد بن عبد الله، عن أبيه من بني مرَّة، وقد سبق تخريجها برقم [٥١] .
٣ استدلَّ ابن إسحاق على رأيه بشعر أحد شهود المعركة، وهو قيس بن المسحر اليعمري، الذي قال فيه:
وقفت بها مستجيراً فنافذاً ... ولا مانعاً من كان حُمَّ به القتلُ
على أنَّني آسيت نفسي بخالدٍ ... ألا خالدٌ في القومِ ليس له مثلُ
قال ابن إسحاق: فبيَّن قيس ما اختلف فيه الناس من ذلك في شعره، أنَّ القوم حاجزوا وكرهوا الموت، وحقَّق انحياز خالد بمن معه. انظر (ابن هشام: سيرة ٤/٣٨٣) .

<<  <   >  >>