للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتشير رواية الزهري أنّهم:

[٤٣] "أسروا ناساً كثيرين من العرب"١.

ويبدو أنّ نتيجة ذلك الإمعان في طلب العدوّ وتقصّيهم حتّى آخر بلادهم، نفذ تموين الجيش، يقول عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه:

[٤٤] "فأصابتنا مخمصة٢ شديدة فانْطَلقتُ ألتمس المعيشة فالتَقَيتُ قوماً يريدون أن ينحروا جزوراً لهم، فقلت: إن شئتم كفيتكم نحرها وعملها وأعطوني منها، ففعلتُ فأعطوني منها شيئاً فصنعته، ثُمّ أتيت عمرو بن العاص فسألني مِن أين هو؟ فأخبرته. فقال: أسمعك قد تعجّلت أجرك، وأبى أن يأكله، ثُمّ أتيت أبا عبيدة بن الجرّاح فأخبرته، فقال لي مثلها، وأبى أن يأكله، فلمّا رأيت ذلك تركتها"٣.


١ سبق تخريجها برقم: [٩] .
ويذكر البلاذري (أنساب ٣٨١) ن أنّ عمرو بن العاص رضي الله عنه لقي من العدوّ من قضاعة، وعاملة، ولخم، وجذام، وكانوا مجتمعين، ففضهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة.
٢ أي: جوع شديد.
٣ أخرجه البيهقي (الدلائل ٤/٤٠٥) . وهذا لفظه من حديث سعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن مالك بن هدم عن عوف بن مالك رضي الله عنه.
وسنده فيه ربيعة بن لقيط وثَّقه العجلي وابن حبان. وذكره ابن أبي حاتم ولم يقل شيئاً. (ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ٣/٤٧٥، وابن حبان: الثقات ٤/٢٣٠، وابن حجر: تعجيل المنفعة ص ٨٨-٨٩) .
ومالك بن هدم وثَّقه ابن حبان فقط. وذكره البخاري، وابن أبي حاتم، ولم يقولا عنه شيئاً. (البخاري: التاريخ ٧/٣٠٧، وابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ٨/٢١٧، وابن حبان: الثقات ٥/٣٨٥) .
وابن لهيعة، وحديثه مقرون. وبقية رجاله ثقات. وله متابعة ذكره ابن هشام (السيرة ٤/٦٢٥-٦٢٦) ،والبيهقي (الدلائل٤/٤٠٤) ، وابن كثير (البداية والنهاية ٤/٢٧٤) ، جميعهم من طريق ابن إسحاق. أخبرني يزيد بن أبي حبيب أنّه حُدّث عن عوف بن مالك رضي الله عنه، فذكره نحوه.
قال ابن كثير: هكذا رواه ابن إسحاق عن يزيد بن حبيب عن عوف بن مالك، وهو منقطع، بل معضل.
وقال البيهقي: قصد بإسناده محمَّد بن إسحاق، رواه سعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط. أخبره عن مالك بن هدم، أظنه عن عوف بن مالك، ثُمّ ذكر الحديث.

<<  <   >  >>