للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- القول الثاني: وقال به الواقدي، وابن سعد، حيث ذكرا أنَّ زيد بن حارثة - رضي الله تعالى عنه - خرج:

[٢] "في تجارة إلى الشام ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلمَّا كان دون وادي القرى لقيه ناس من فزارة، من بني بدر١، فضربوه وضربوا أصحابه، وأخذوا ما كان معهم، ثُمَّ استبلَّ زيد٢، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم"٣.


١ هم بنو بدر بن عدي بن فزارة، وفيهم كانت رياسة بني فزارة في الجاهلية، وكانوا - أيضاً - يرأسون جميع غطفان وتدين لهم قيس، وإخوانهم ثعلبة بن عدي، ومنهم حذيفة بن بدر صاحب الفَرَس المعروفة بالغبراء التي هاجت - بسببها وسبب الفَرَس داحس - الحرب الشهيرة المعروفة باسميهما، ومن بني بدر بنو أُم قرفة التي ضُرِبَ بها المثل في العزَّة. (المعارف ٨٣، قلائد الجمان ١١٤) .
٢ استبلَّ: أي برأ. (الصحاح ١٦٤) .
٣ من رواية الواقدي (مغازي ٢/٥٦٤) ، وابن سعد (طبقات ٢/٩٠) ، وهذا لفظه عن شيوخه.
قلت: ولكن ابن سعد (طبقات ٢/٨٩) ذكر سرية لزيد بن حارثة - رضي الله تعالى عنه - إلى وادي القرى، في رجب سنة ست، قبل الحديث عن هذه السرية، ولم يذكر أحداثها، وإنَّما ذكرها باختصار، ولم يُشِر إليها بعد ذلك، وكأنَّه يرى أنَّهما سريتان مختلفتان لزيد. والله تعالى أعلم.

<<  <   >  >>