للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكر رضي الله عنه وصَّى جيوشه ألاّ يفعلوا ذلك". وأجيب بأنّه رأى المصلحة في بقائه لأنّه علم أنّها تصير للمسلمين فأراد بقاءها لهم١.

وقال في المغني: "وقال إسحاق: التحريق سُنّة، إذا كان أنكى في العدوّ لقول الله تعالى: {مَا قَطَعْتُم مِّنْ لِيْنَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الفَاسِقِينَ} . [سورة الحشر، الآية: ٥] . وروى ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّق نخل بني النّضير، وقطع، وهي البويرة، فأنزل الله تعالى: {مَا قَطَعْتُم مِّنْ لِيْنَةٍ} ٢.

كان في إصرار الصّدِّيق أبي بكر رضي الله عنه على إنفاذ بعث أُسامة فضيلة ظاهرة لسيّدنا أبي بكر رضي الله عنه، وكان ذلك من كمال معرفته، وإيمانه، ويقينه، وتدبيره، ورأيه٣.

ثانياً: الدّروس المستفادة:

يتبيّن من إصرار النّبيّ صلى الله عليه وسلم على بعث هذه السّريّة حتّى وهو في أشدّ حالات المرض مدى ما كان يعلمه صلى الله عليه وسلم من الأهمية الاستراتيجية تعبوياً وسوقياً لإرسالها إلى تلك المنطقة، ربّما محاولة منه صلى الله عليه وسلم لإحكام تثبيت سلطان المسلمين في تلك المنطقة الحيوية بالنسبة للدولة الإسلامية، والتي أصبحت تمثل تطلّعات المسلمين لنشر


١ الصنعاني: سبل السلام.
٢ ابن قدامة: المغني ١٣/١٤٧.
٣ ابن تيمية: منهاج السنة ١/٤١٢.

<<  <   >  >>