ومن وجهة النظر الاجتماعية كما هو من وجهة نظر الشخص العادي يوجد -في مقابل أنماط غير المثقفين في كل لغة نمط يتمتع بالمكانة والهيبة دون الأنماط اللغوية الأخرى، وهو ما يمكن أن يسمى بالنمط اللغوي للمثقفين. ونتيجة لذلك يظهر نفوذ بعض الأنماط اللغوية دون بعض حين يفاضل بينها في مجال الوظيفة والاختبار والمركز الاجتماعي. إن الشخص لا يمكن أن يغمض عينيه عن هذه الحقائق على أساس نظرية المساواة لأن هذه النظرية قد قامت على نظام مختلف.
وبالإضافة إلى هذا فإن علماء اللغة الوصفيين يجب أن يدركوا أن التعقيدات غير الضرورية التي يخضعون لها عملهم لا تساعد على انتشار منهجهم، أو جعله مرغوبا فيه. وكثيرا ما سمعنا شكاوى من دارسي علم اللغة أنهم لا يفهمون أي شيء منه ولا يمكن نسبة كل هذه الشكاوى إلى التقصير في الإعداد، أو إلى نقص الاستعداد الذكائي. وإن هناك عبئا ثقيلا ملقى على كواهل أولئك الذين يريدون نشر أي علم وجعله قريبا إلى عامة المثقفين ليكسب أنصارا وأتباعا جددا، وهذا عن طريق استخدام مصطلحات متفق عليها، ومناهج مناسبة، والكف عن الاشتغال بالمسائل التافهة.
ومن ناحية أخرى فإن حقل الدراسات اللغوية الوصفية المثمرة ما يزال بكرا حتى الآن. فما زالت هناك أعمال كثيرة تنتظر من يتقدم لإنجازها، وبخاصة في مجال الدراسة الوصفية للغات، كل على حدة، وفي مجال تنقية الوسائل المستعملة في البحث. وإنه عالم اللغة الوصفي ذلك الذي يهتم بالوسائل الآلية، والعون الميكانيكي من أجل تعليم اللغات ودراستها، وهذا يفتح أمامه مجالات واسعة مثمرة للبحث.