أمام هذه الكلمات الطيبات التي تبعث على الإحساس بصدقها وإخلاصها فقد عبرت عن الرجل والفكرة في إيجاز بليغ حتي لا يكاد الإنسان يجد بعدها استجابة من القلم في أن يكتب أكثر منها ...
ليس هناك أدني شك في أن الإمام الشهيد حسن البنا عاش غريبا في محيط الناس هؤلاء الناس ألفوا حياة الدعوة , والاستسلام للواقع مع مهانته ومرارته وأنسوا إلى السلبية المطلقة واطمأنوا بها وركنوا إليها ولم يعودوا يهتمون إلا بمشكلاتهم الخاصة ولم يكن في استطاعتهم أن يتحملوا إلا تبعات تخصهم وحدهم دون سواهم .. أما الإسلام فلا شأن لهم به إلا في إطار أداء شعائره الخمس ما استطاعوا إليها سبيلا .. وبالنسبة لمن كان فيه بقية من دين .. أو رمق من إيمان .. وأما قضايا المسلمين .. فلا يكاد يحس بها أحد من هؤلاء الناس .. الأقليات المسلمة المضطهدة الضائعة .. والأكثريات المسلمة المضيعة المغلوبة على أمرها .. هؤلاء وأولئك على أرفف النسيان , وفي زوايا الإهمال .. الأقليات المضطهدة الضائعة تكافح اليائس وتناضل نضال المتبرم متواضعة في سلاحها المادي .. ضحلة في سلاحها الروحي .. والأكثريات المضيعة المغلوبة على أمرها فليس لديها أدني تفكير في النضال ولا شروي نقير من العزم على الكفاح ..
أصبحت فلسفتها في الحياة فلسفة العاجز ليس في الإمكان أبدع مما كان ..