وأيضا لقد عاش الإمام الشهيد حسن البنا غريبا في محيط الزعماء ... فهو من ناحية أبت نفسه هذه الزعامات التقليدية التي هي أوهن من بيت العنكبوت ون ناحية أخري أبي عليه هؤلاء الزعماء أن يكون واحدا منهم لأنه سيكون بمثابة كاشف لعوراتهم وسوءاتهم .. إن الزعامة عندهم فن واحتراف ومضاربة في " بورصة " الأوراق السياسية .. والزعامة عنده تقوم مقام المربي الذي يربي الروح والعقل ويصقل الوجدان والنفس ..
لهذا وذاك:
عاش الإمام الشهيد حسن البنا غريبا في محيط الناس .. الذين كانوا يغطون في سبات عميق لا يكادون يفيقون منه ويستمرئون غفلة عميقة لا يكادون ينتهبون منها وفي سلبية مطلقة اطمأنوا بها وركنوا إليها واستسلموا لها .. فإذا بالرجل يصيح فيهم في فمه نفير وفي يده مصباح وفي صدره كتاب الله , وفي وجدانه الإسلام في صبغته الأصيلة ..
لقد هتف بكلمات موجزة سهلة إلى قلوب الناس ووجدانهم: الله غايتنا .. والرسول زعيمنا .. والقرآن دستورنا .. والجهاد طريقنا ... الموت في سبيل الله أسمي أمانينا .. الله أكبر ولله الحمد وهتف بكلمات موجزة سهلة إلى عقول الناس وأذهانهم: الإسلام: دين ودولة ... مصحف وسيف ..