وفي قوة أعصابه، ورباطة جأشه، وثبات جنانه، وفى طاقة احتماله في أحلك الأوقات ..
صدر قرار حل الإخوان في الثامن من ديسمبر عام ١٩٤٨، أصدر القرار الإنجليز، ونفذه النقراشى رئيس الوزراء ووزير الداخلية، ومصر يومئذٍ في معركة مع اليهود في فلسطين. وشباب الإخوان ألوف يحملون السلاح ويحاربون جنبًا إلى جنب مع الجيوش العربية ومن بينها جيش مصر .. وذهب بعض الشباب الذين لم يصدر قرار باعتقالهم إلى المرشد العام حسن البنا، ليستأذنوه في المقاومة حسب الطاقة .. فماذا كان منه؟ لقد حذرهم مغبة هذا الأمر، وأوضح لهم ببصيرته النافذة: أن الإنجليز هم أصحاب القرار بحل جماعة الإخوان، وما النقراشى إلا أداة طيعة في يد الإنجليز، الذين لم يصدروا قرار الحل إلا على أمل أن تحدث مواجهة بين الإخوان والحكومة، ويغتنم الإنجليز الفرصة للتدخل المباشر في شؤون البلاد، وتتجدد مأساة حركة عرابي ..
وذكرهم المرشد بالقصة المشهورة عن نبي الله سليمان الحكيم، حين اختصمت إليه امرأتان على طفل وليد .. وادعت كلتاهما بنوته. . فحكم بشطره نصفين بينهما، وبينما وافقت المرأة التي لم