تلد على قسمته، عز ذلك على الأم الحقيقية، وآلمها قتل فلذة كبدها، فتنازلت عن نصيبها فيه، لقاء أن يظل الطفل متمتعًا بحياته ..
ثم قال لهم المرشد العام:«إننا نمثل نفس الدور مع هؤلاء الحكام .. ونحن أحرص منهم على مستقبل هذا الوطن وحرمته .. فتحملوا المحنة ومصائبها .. وأسلموا أكتافهم للسعديين ليقتلوا ويشردوا كيف شاءوا، حرصًا على مستقبل وطنكم، وإبقاء على وحدته واستقلاله .. ».
أية بصيرة أنفذ من هذه البصيرة؟ أكانت هذه البصيرة النافذة تسمح للمسلم أن يقاتل أخاه المسلم؟ لو أن جنود الإنجليز كانوا هم الذين يتولون الرد على مقاومة الإخوان، لتغير الوضع، ولما شجعهم على الاستسلام .. لكن أن يقاتل المسلم أخاه المسلم .. فلا .. وألف لا .. أليس أفراد قوات البوليس مسلمين ومصريين معًا؟
والمجال لا يسمح على الإطلاق بالمقارنة:
أذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطب إثر حركة الانفصال - انفصال سوريا عن مصر - عام ١٩٦١، وكان مما جاء على لسانه:«كان في استطاعتي أن أبعث بقوات إلى سوريا لتأديب الانفصاليين .. لكنني قلت: لن أسمح للعربي أن يشهر السلاح في وجه العربي» وظل التصفيق لهذه الكلمات - تصفيق السذج المستعمين -