إلى عقلية تحت مستوى عقليات العصبيات الأسرية في أعماق الصعيد الأقصى، التي لا تقيم وزنًا - في مجال الثأر - للقانون، وإنما تقيم كل وزن لشريعة الغاب التي تعتقدها وتعتز باعتناقها لها ..
في مثل هذه الظروف التي تتهدد حياته، وتتوعد دماءه، لم ينس الرجل مستقبل الدعوة، وفي ثبات إيمانه بقضاء الله وقدره، كتب وصيته إلى أحد أعضاء مكتب الإرشاد الذي استثنى وحده من الاعتقال دون سائر أعضاء المكتب، بل ولن يتوقع اعتقاله في المستقبل، فصهره العالم الأزهري الكبير عضو الهيئة السعدية الحاكمة، وعضو في نفس الوقت في البرلمان السعدي، هذه الوصية تلقى على عاتق العضو في مكتب الإرشاد مسؤولية الدعوة إذا نفذ قضاء الله في المرشد ..
وسيظل مسؤولاً إلى أن يخرج الإخوان من المعتقلات ويختاروا مرشدًا لهم ..
لا أظن أننا بحاجة إلى التعليق أو التعقيب ..
* * *
وبعد ..
فلعل أحدًا يظن أننا نكتب عن الرجل من خلال عواطفنا .. والحق أننا لا نكتب إلا ونحن مجردون من هذه العواطف .. إن الرجل في ذمة التاريخ .. وليس في حاجة إلى إطرائه فضلاً عن الغلو فيه،