حركته السياسية لا العقيدة، بل إن الحزبية كان لها دور رئيسي في الحركة، ولم يكن عجيبًا في غوغائية هذه الثورة التي أسهم الاستعمار نفسه في التخطيط لها، أن يعانق الصليب الهلال، أو يعانق الهلال الصليب، وأن يغني لهذه التقدمية شاعر القطرين خليل مطران:
وليس الوضع في مصر أحسن حالاً من الأوضاع في سائر بلاد المسلمين، وليس مثلي أن يصور هذه الأوضاع في دقة كما صورها داعية إسلامي كبير، ورحالة واسع الاطلاع والخبرة بأوضاع الإسلام والمسلمين، إنه العلامة أبو الحسن الندوي، ففي رسالته الموجزة " أريد أن أتحدث إلى الإخوان " يقول:
«إن العالم الإسلامي حائر اليوم بين دين لا يسهل عليه العمل به، والقيام بمطالبه لعادات نشأ عليها، وحكومات أفسدته، وتعليم أزاغه، وشهوات لا تتفق مع عقيدته ورسالته، وبين جاهلية لا ينشرح لها صدره لإيمان لا تزال له بقية فيه، وقومية عجنت مع الاسلام وحضارة تخمرت مع الدين.
إن العالم الاسلامي حائر بين شعوب مسلمة بسيطة في عقليتها ودينها، وحكومات داهية لم تنشرح صدور رجالها لهذا الدين ولم تطاوعهم