إذن فالإخوان المسلمون لم يأتوا بإسلام جديد، وإنما اعتبر ما جاءوا به جديدًا في نظر البعض لأنهم لا يسمعوا عنه من قبل، ولقد رسخ في أذهانهم أن الإسلام كل الإسلام يتركز في العبادة، والسلوك الذاتي ليس أكثر. الفكر الإسلامي الأصيل قد توقف مدة منذ بضعة قرون، حتى أسدل عليه الستار منذ بداية عهد الاستعمار الأجنبي، ومع أن الإسلام هو الإسلام منذ طلوع شمسه وسيظل هو حتى يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها، إلا أن المسلمين هم الذين لديهم القابلية للتغيير والتبديل , والجمود والتطور , والسلب والإنجاب والتردد والإقدام، لذلك لم يكن مثيرًا للدهشة أن يستقبل البعض دعوة الإخوان بكثير من الغرابة.
الإسلام: دين ودولة , ومصحف وسيف. كلمات غريبة على الأذهان والأسماع مَعًا , لقد تعود الناس أن يسمعوا أو يقرأوا أن الإسلام دين فحسب ,وهذا لا يعني - على الإطلاق - أن بقية المبادئ لا تمت إلى الإسلام بصلة , وأنها من ابتكار الإخوان المسلمين. فهذه المبادئ الأربعة تشكل الفكرة الإسلامية الأصيلة وكان دور الإخوان هو بعث الحياة من جديد فيها وإزالة الغشاوة عن أعين المسلمين، تلك الغشاوة التي ظلت قابعة أَمَدًا طَوِيلاً .. وكانت محاولة البعث وإزالة الغشاوة، مبعث إثارة، لدى الاستعمار وأدواته.