وهما مَعًا أرباب المصلحة في أن يظل الفكر الإسلامي الأصيل بمعزل عن الحياة، عن حياة الشعوب المسلمة.
لقد فزع المستعمر , وفزعت معه أدواته: الزعماء المتربعون على كراسي الحكم، والزعماء الذين ينتظرون دورهم ليتربعوا على كراسي الحكم لأنهم جميعًا اعتبروا أن فكرة الإخوان تخفي من ورائها انقلابًا يقلب الحياة رأس على عقب، والحق أن لهذا الفزع ما يبرره فالإسلام الذي يدعو إليه الإخوان هو الإسلام الذي رضيه الله لعباده دينا، وهذا الإسلام يرفض الاستعمار شكلاً وموضوعًا ليس هذا فحسب - بل يعتبر جهاده فرض عين لا فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين. وهذا الإسلام نفسه , يرفض الحكم الجاهلي شكلاً وموضوعًا أيضًا لا لأنه تخلى - فحسب - عن شريعة الله - عَزَّ وَجَلَّ - , بل لأنه أيضًا يقف عقبة كَأْدَاءَ في طريق الإسلام هي بمثابة صَدٍّ عن سبيل الله , وجهاد هذا الحكم الجاهلي باللسان والقلم فرض كفاية إذا لم يقم به البعض أثم المسلمون جميعا.
لقد تراءى للمرجفين من الاستعمار وأعوانه أن حركة الإخوان إنما تهدف إلى إحداث انقلاب ضد الأنظمة الحاكمة كذلك انساق البعض وراء إرجاف الاستعمار وأعوانه ونسي هؤلاء