للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أن فكرة الإخوان تهدف أول ما تهدف إلى تصحيح مفاهيم الإسلام لدى المسلمين التي تعرضت للكثير من الضباب لأسباب عديدة وعوامل شتى أقربها إلى الأذهان عامل الاستعمار، وفقدان الدعاة الإسلاميين الفقهاء والخلصاء مَعًا.

يقول العالم الرحالة السيد أبو الحسن الندوي في رسالته " أريد أن أتحدث إلى الإخوان ":

«إِنَّ العَالَمَ الإِسْلاَمِيَّ حَائِرٌ بَيْنَ مَوَادَّ خَامٍ مِنْ أَقْوَى المَوَادِّ وَأَفْضَلِهَا فِي الإِيمَانِ وَالقُوَّةِ وَالشَّجَاعَةِ , وَبَيْنَ مُوَجِّهِينَ وَصِنَاعِيَّينَ لاَ يَعْرِفُونَ قِيمَةَ هَذِهِ المَوَادَّ , وَلاَ يَعْرِفُونَ أَيْنَ يَضَعُونَهَا وَمَاذَا يَصْنَعُونَ مِنْهَا».

إذن فقد كان الإخوان هم الصناع والخبراء المهرة الذين عرفوا قيمة هذه المادة الخام وعرفوا كيف يصنعونها وماذا يصنعون فيها وقد جاءوا في وقت حرج بلغ فيه السيل الزبى يواجه العالم الإسلامي فيه عالمًا لا يجد فيه غناءه ولا يجد فيه غَوْثًا ومعقلاً عن لصوص العالم المنظمين، أضعف أعضاء جسم العالم الإسلامي وقد كان واجبًا أن يكون أقواها وأصحها وأن يكون في العالم الإسلامي بمنزلة الرأس أو القلب في البدن وقد تضافرت عليه عوامل الإفساد والضعف فأحدثت فيه عِلَلاً كثيرة أورثته سقوط الهمة والجهل المطبق , وجاء الاستعمار الأوروبي فأورثه التفسخ في الأخلاق.

<<  <   >  >>