والانحلال في الدين، وقامت الحكومات الشخصية فأورثته التملق والنفاق والخنوع للقوة والمادة، ثم كان أن خفت في العالم العربي صوت الدعوة الدينية , وانقرض الرجال الذين كانوا يكافحون المادية ويكبحون جماحها، واستسلم العلماء ورجال الدين أمام تيار الغرب ... فوضعوا أوزارهم للمدنية الغربية .. حتى أصبح هذا العالم منحلاً منهارًا متداعيًا، لا يمسكه الإيمان، ولا تحفظه القوة المعنوية ولا تقف في طريق اندفاعه دعوة قوية .. !!
لذلك وأمام هذا كله، كان لابد أن توجد الدعوة الإسلامية القوية، والدعاة الأقوياء، وأن يكون داعيتها الأول من طراز فريد، يتوافر في شخصية عبقرية فذة، وبصيرة نافذة، وَشَجَاعَةِ عَلِيٍّ وَحِكْمَةِ مُعَاوِيَةَ وَجُرْأَةَ أَبِي ذَرٍّ وَذَكَاءَ إِيَاسٍ , وَزُهْدَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العَزِيزِ خامس الخلفاء الراشدين.