فالموقف - كما يقول: إيجابي واضح لا يعرف التردد, ولا يتوسط بين الحب والبغض فإما ولاء وإما عداء , ولسنا في ذلك نخالف خطتنا أو ننحرف عن طريقتنا أو نغير مسلكنا بالتدخل في «السياسة» كما يقول الذين لا يعلمون ولكنا بذلك ننتقل خطوة ثانية في طريقتنا الإسلامية وخطتنا المحمدية ومنهاجنا القرآني ولا ذنب لنا أن تكون السياسة جزءًا من الدين وأن يشمل الإسلام الحاكمين والمحكومين فليس في تعاليمه أعط ما لقيصر لقيصر .. وما لله لله .. ولكن في تعاليمه: قيصر وما لقيصر لله الواحد القهار ..
لم تقم دعوة الإخوان المسلمين لتكون جمعية دينية بحتة لأنها دعوة قامت على فكرة ومبدأ ومنهج وخطة عمل فما أكثر الجمعيات الدينية في جميع الدول الإسلامية بلا استثناء ولكن معظم هذه الجمعيات تدور في حلقة مفرغة , وأقل القليل منها استطاع أن يترك أثرًا متواضعًا في المحيط الذي يعيشه وهو في حد ذاته مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإقليمية .. لكن دعوة الإخوان دعوة شاملة وإن اتخذت مصر مركزًا رئيسيًا لها , لكي تكون المنطلق إلى العالم الإسلامي والعجيب أن المدخل الوحيد إلى الهجوم على دعوة الإخوان