ما شئت بعد ذلك , وأنت في فهمك هذا مقيد بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة السلف الصالحين من المسلمين .. فأما كتاب الله , فهو أساس الإسلام ودعامته .. وأما سنة رسوله , فهي مبينة الكتاب وشارحته .. وأما سيرة السلف الصالح فهم - رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ - منفذو أوامره، الآخذون بتعاليمه، وهم المثل العملية , والصورة الماثلة لهذه الأوامر والتعاليم .. ».
إن «الوطنية» هي الشغل الشاغل، فدعاة الوطنية يعتبرون حدود الوطنية بالتخوم الأرضية , والمعالم الجغرافية، بينما تعتبرها فكرة الإخوان بالعقيدة، فكل بقعة فيها مسلم يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله , وطن عندنا، له حرمته وقداسته، وحبه والإخلاص له، والجهاد في سبيل نصره، وكل المسلمين في هذه الأقطار الجغرافية أهلنا وإخواننا، نهتم لهم، ونشعر بشعورهم، وَنُحِسُّ بإحساسهم، أما دعاة الوطنية المجردة - كما يقول الإمام الشهيد - فليسوا كذلك، لا يعنيهم إلا أمر تلك البقعة المحدودة الضيقة من رقعة الأرض، ويظهر ذلك الفارق العملي، فيما لو أرادت أمة أن تقوي نفسها على حساب غيرها، فنحن لا نرضى ذلك على حساب أى قطر إسلامي، وإنما نطلب القوة لنا جميعًا، ودعاة الوطنية المجردة لا يرون بذلك بأسًا، ومن هنا تتفكك الروابط، وتضعف القوى، ويضرب العدو بعضهم ببعض ..