يا فلان .. هل تريد مني ما لم يرده الله من أنبيائه ورسله وهم صفوة خلقه؟ إن هؤلاء - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ - لم يكلفوا البحث عن نوايا الناس، أو التنقيب في قلوبهم وصدورهم، ونحن مقتدون بأنبياء الله ورسله .. نحكم على الناس بظواهرهم، والله وحده هو الذي يتولى نواياهم وسرائرهم ...
يا فلان .. إن الابتلاء سنة من سنن الحق - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - جعلها لازمة للدعوات، ومن يدري فلعل هذه الدعوة تواجه مِحَنًا عَاتِيَةً، تعدون فيها الرجال على الأصابع .. !».
والتزمت الصمت في اقتناع ..
وواجهت الدعوة من المحن ما واجهت .. ولم أنس خلالها وحتى اليوم كلمات الرجل التي لا يزال رنينها في ذهني، وكنت أكثر تذكارًا لها حين كانت تشتد المحن وتتفاقم في القسوة والعنف، وكنت أحاول أن أتلمس عذرًا للناكثين الذين لم تسعفهم ظروفهم المعيشية أو ظروفهم الصحية، أو طاقات احتمالهم، كي يواجهوا المحنة أو يتذرعوا بالثبات على مبادئهم، بالرغم من أن دعوة الإخوان كانت صريحة معهم حين عرضت عليهم أو حين عرضوا هم أنفسهم عليها، وكانت صريحة معهم حين عايشوها وعايشتهم .. إنها لم تخدع