بعد أن تناولنا في العرض السابق عناصر منهج التربية الإسلامية يجدر بنا -استكمالا للفائدة- أن نشير إلى بعض الجوانب التي ينبغي التركيز عليها. تحقيقًا لأهداف التربية الإسلامية. سبق أن ذكرنا أن الدين الإسلامي يتصف بالشمول، وهو بهذه المصفة يغطي كل جوانب الحياة. ومع تأكيدنا الجازم على أن الدين الإسلامي وحدة متكاملة فإنه من المستحسن في مجال الدراسة التركيز على أهم جوانبه التي تمس الكثير من البشر.
ويعتبر الجانب العقائدي من الأهمية بمكان مما يستوجب التركيز عليه في جميع مراحل التعليم. ومدرس التربية الإسلامية مطالب بترسيخ وتعميق العقيدة في نفس المسلم وبخاصة في المرحلة الثانونية التي يكون فيها التلميذ قد وصل إلى درجة مناسبة من النمو العقلي تمكنه من استيعاب العقيدة الدينية الإسلامية. وواجب كتاب التربية الدينية الإسلامية وواجب المعلم عرض العقيدة "عن طريق إقامة الدعوى، والبرهنة عليها، وبسط مذاهب المخالفين، ثم تفنيدها، بإثارة العقل، واستنهاض الفكر، وبيان نظام الكون وما فيه من إحكام وإتقان، وتأخ بين العقل والدين"١.
أما الجانب الأخلاقي فقد أولاه الإسلام اهتمامًا بالغًا، ويتجلى ذلك في قول الرسول -صلى الله عليه وسلم:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". والتقوى هي عماد الأخلاق وبها ينفي الإنسان كل ما يضره أو يضر غيره لتكون حدود المساواة قائمة في الاجتماع. ويمكننا الاعتماد على التربية الدينية الصحيحة والقدوة الحسنة في تقوية القيم الأخلاقية ترسيخها في نفوس النشء، وهذا واجب معلم التربية الدينية الإسلامية وواجب كل فرد يتعامل مع التلميذ.
والجانب الثالث هو الجانب الاعتدالي ويعني الوسط {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} . والإسلام يؤكد على الاعتدال والتوسط والتوازن في