ثانيًا: الإعداد الثقافي والأكاديمي والتربوي لمعلم التربية الإسلامية
بعد إعداد المعلم روحيا وخلقيا يوجه الاهتمام إلى إعداده ثقافيًّا وأكاديميًّا وتربويًّا يتضمن الإعداد الثقافي تزويد المعلم بمعرفة شاملة وعامة في الجوانب الأساسية للنشاطات البشرية وبالمعلومات الضرورية التي يحتاج إليها في ميادين المعرفة المختلفة. وتسهم الثقافة العريضة للمعلم في فهم جوانب التقدم الإنساني المختلفة ومعرفة العلاقة بين مادة تخصه والمواد الأخرى، فضلا عن الإسهام في تكوين علائق اجتماعية طيبة بين المثقفين والمهنيين. ولا شك أن الثقافة العامة ضرورية للمعلم لكونه مربيا في عصر ظهرت فيه أهمية وحدة المعرفة. كما أن ثقافة المعلم المتميزة تكسبه ثقة تلاميذه وتساعده على التأثير فيهم بالإضافة إلى الإسهام في توسيع أفقه وإنضاج شخصيته.
ويتضمن الإعداد الأكاديمي دراسة مجموعة المواد التي سيقوم المعلم بتدريسها لطلابه بالإضافة إلى ما يتلقاه المعلم من الدورات العلمية والعملية وما تسفر عنه المؤتمرات التربوية والبحوث. ويعني الإعداد التربوي تزويد المعلم بمهارات فنية وتعليمية وبأصول مهنة التدريس حتى يكون مؤهلًا لمزاولة هذه المهنة.
يجب أن يقوم برنامج إعداد المعلم على أسس علمية وموضوعية قابلة للقياس والتقويم والتأكد من صلاحية المعلمين ومدى قدرتهم على ممارسة مهنة التعليم؛ لأن الدور الريادي الذي يقوم به المعلم هو دور أساسي في تحسين وتطوير القيم الأخلاقية والثقافية وإحراز التقدم الاجتماعي والاقتصادي، فالمعلم من خلال التربية يمكنه أن يستغل قدراته وطاقاته الذهنية في تحقيق هذه الأهداف. وهذا يتطلب أن يكون الغرض من برنامج إعداد المعلمين تطوير العلوم العامة والثقافة الشخصية لكل طالب وزيادة قدراته وإمكاناته التي تتيح له أن يعلم ويثقف الأخرين بكفاءة تامة بالإضافة إلى الوعي بالمبادئ التي تؤكد على العلائق الإنسانية واكتساب