يقصد بإعداد المعلم ذلك النشاط الذي تقوم به المؤسسة التربوية المتخصصة قبل الخدمة. ويتمثل في تدريبه على تعلم وإتقان مهنة التعليم ليكون قادرا على ممارسة هذه المهنة. إن التعرف على استعداد وإمكانات الطالب الفطرية من أهم العوامل المساعدة في إنجاح عملية إعداد المعلم حتى يمكن صقلها أولا، ثم تكتمل صفات المعلم ومهاراته التعليمية بالتدريب والمران والممارسة. ومن الأهمية الفائقة اختيار الشخص المناسب لمهنة التعليم اعتمادا على مقومات شخصية أهمها قوة العقيدة والتحلي بالأخلاق الحميدة والرغبة الأكيدة في ممارسة مهنة التعليم وتحمل أعبائها، إن المعلم هو قائد الموقف التعليمي الذي يقود المتعلمين إلى العلم النافع في الدنيا والآخرة، وينبغي أن يكون منهج إعداد المعلم معينا له في القيام بواجبه خير قيام: لذلك يجب أن تشمل برامج إعداد المعلمين أربعة أنواع من الإعداد هي: الإعداد الروحي والخلقي، والإعداد الثقافي، والإعداد الأكاديمي، والإعداد التربوي.
إن التربويين يؤكدون على أهمية أن تتسم برامج إعداد المعلم بالتوازن السليم بين جوانب الإعداد الروحي والخلقي، والإعداد الثقافي والأكاديمي التخصصي والتربوي أو المهني، ويركزون على أن يكون البرنامج متكاملا ومترابطا بحيث يؤدي إلى تكوين معلم متكامل الشخصية من جميع الجوانب ذي قدرة على تحمل مسئولياته وواجباته في عالم متغير يشهد تطورا علميا وتقنيا سريعا وانفجارا معرفيا ضخما.
هناك العديد من الدراسات التي تناولت واقع التربية العملية في مؤسسات إعداد المعلم في العالم العربي. وتشير هذه الدراسة إلى أن التربية العملية لم تحظ بالعناية المطلوبة، وأن معظم برامج إعداد المعلمين الحالية على المستوى العربي لا توجه الاهتمام الكافي إلى الجانب العملي التطبيقي، حيث يغلب عليه الطابع الشكلي في الإشراف والتنظيم. وقد انتهت بعض هذه الدراسات إلى عدد من التوصيات التي تهدف إلى تطوير