الشعور بالمسئولية تجاه الإسهام في التقدم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي عن طريق التدريس وعن طريق القدرة.
وحتى يتسنى تحقيق هذا الغرض يجب أن يتضمن برنامج إعداد المعلمين دراسة في الثقافة العامة، ودراسة المبادئ والعناصر الأساسية في علم النفس وعلم الاجتماع وعلاقتها بالتربية ونظريات التعليم والتربية المقارنة والتربية التجريبية وطرائق تدريس المواد المختلفة، ودراسات تتعلق بموضوعات مادة التربية الإسلامية، تعقبها تدريبات في طرائق التدريس وإدارة النشاطات اللامنهجية تحت إشراف وتعليم معلمين مؤهلين، ولكي يتم تنفيذ هذا البرنامج بكفاءة يجب أن تكون هيئات التدريس في مؤسسات إعداد المعلمين مؤهلة بدرجة كافية للتدريس في مجال تخصصها مع توفير وتأمين تسهيلات وسائل البحوث في هذه المؤسسات وقيام المدرسين والطلبة بأعمال البحوث والوقوف على نتائجها.
إن أهمية الإعداد الأكاديمي تنبثق من واقع الاتساع الكبير في عالم المعرفة في الزمن المعاصر، الذي يتميز بالتخصص الدقيق، وهذا يتطلب أن يتعمق المعلم في مجال تخصصه واستيعاب كل جديد يظهر في هذا الميدان، وهذا شرط أساسي لنجاحه في القيام بدورة كخبير في المادة الدراسية.
وتبرز أهمية الإعداد التربوي من واقع أن المعلم هو العنصر الذي لا غنى عنه في إنجاز العملية التعليمية. فلم تعد غاية التعليم مجرد توصيل المعلومات إلى عقول التلاميذ بل أصبحت -مع تطور الأفكار التربوية- إعداد الإنسان الصالح الذي يمكنه المشاركة بطريقة فعالة مثمرة في حياة مجتمعه. ومن هنا يظهر دور المعلم البارز في الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمع الذي يعيش فيه. فالإعداد التربوي للمعلم يكتسب أهمية كبيرة؛ لأنه يعد المعلم الفاهم لحقيقة العملية التربوية وأهدافها، والقادر على فهم طبيعة التلاميذ وطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه. وهذا يتطلب أن تقدم مؤسسات إعداد المعلمين مقررات تربوية ذات كفاءة وفاعلية تزود