الدارسين بالقدرات والمهارات اللازمة التي تساعدهم على أداء مهامهم التربوية وتنمية قدراتهم واتجاهاتهم والرفع من مستوى كفاءتهم وتزويدهم بالمعلومات والخبرات اللازمة لفهم الاتجاهات الحديثة للتربية وطرائق التدريس، وعمليات إعداد الدروس وإنتاج الوسائل التعليمية وكيفية الاستخدام الأمثل لها. كما يجب أن تشمل تلك المقررات أساليب التنظيم والتخطيط المدرسي، ومشكلات التعليم وأساليب التقويم، وربط تلك المقررات بظروف وواقع البيئة الاجتماعية وبأهداف السياسة العامة للتعليم في أي بلد تتم فيه.
ويجب أيضًا إعداد المعلومات لمواجهة مواقف التدريس، كذا الاهتمام بالتربية العملية والتطبيق الميداني لها لما لها من فائدة كبرى تؤدي إلى اكتسابه الخبرة والمهارة في حياته العملية والمهنية بحيث ترتبط أهداف الإعداد التربوي بالمعطيات النظرية والتطبيقية لعلوم التربية والنفس والاجتماع فتعمل جميعا على تنمية الجانب التربوي للمعلم. ويجب أن تكون هذه متسقة مع تنمية الجانب الثقافي والمعرفي لديه أيضًا.
وإذا كانت التربية هي إعداد النفس والعقل الإنساني معا للتلقي في إطار الدين والخلق والرسالة القائمة، فإن الثقافة هي الثمرة الناضجة التي تمثل الشطر الثالث لبناء الأجيال١ ويقصد بالثقافة الإسلامية الجوانب الخلقية والوجدانية والاجتماعية والفكرية في الثقافة القائمة ذات الطابع الإسلامي. وهذا يعني أن الثقافة الإسلامية استمدت وجودها من منهج القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وواقع حياتنا اليوم ينبئ بأننا في أشد الحاجة إلى المحافظة على السمات والمقومات الجوهرية للثقافة الإسلامية مع القدرة على الحركة والأخذ والعطاء، فهذه الثقافة الإسلامية تستطيع أن تحقق إسهام البشرية جمعاء في بناء المجتمع الرشيد؛ لأنها تقوم على التكامل بين القوى المختلفة: الروح والمادة، والعقل والوجدان، الدنيا والآخرة، كما أنها تحقق
١ أنور الجندي، التربية وبناء الأجيال، مرجع سابق: ص٢١٩.