في القرآن الكريم وسنة رسوله الكريم. فإذا التزم المربون بالمنهج الإسلامي المستمد من القرآن والسنة في إعداد المعلمين روحيا وخلقيا نشأت علاقة طيبة بينهم وبين طلابهم، أساسها المحبة المتبادلة والاحترام والنصح. فليس المعلم في مفهوم التربية الإسلامية ناقلا للمعرفة فحسب بل هو أب ومرشد ومعلم وقدوة. ومن ثم فإن العلاقة بين المعلم والمتعلم لا تنحصر في إطار المادة العلمية الضيق، إنما تتجاوزه إلى إطار العلاقة الاجتماعية والتعاون في جميع مجالات الحياة بالإضافة إلى العلاقة العلمية.
إن المعلم الذي تم إعداده روحيا وخلقيا يعد ويدرب طلابه لمواجهة متطلبات ومشكلات الحياة الدنيا كما يعدهم ويدربهم للحياة الآخرة أيضا. إن هذا المعلم يبارك الله في تعليمه ويستفيد منه طلابه علما وأدبا وتطبيقا كما يحملون له الاحترام والتبجيل والتقدير وأسمى آيات المحبة. إن التربية الروحية والخلقية تدفع كلا من المعلم والطالب إلى مراعاة حقوق الآخر طبقا لما جاء في القرآن الكريم والسنة الشريفة.
٣- وسائل وأساليب الإعداد الروحي لمعلم المستقبل:
يرى محمد قطب أن خير وسيلة للتربية الروحية هي عقد الصلة الدائمة بين العبد وربه، وقد أجمل وسائل تنمية تلك الصلة في ثلاث نقاط:"بيان قدرة الله المبدعة في هذا الكون، بيان رقابة الله واطلاعه الدائم على الإنسان وإثارة التقوى والخشية الدائمة لله ومراقبته في كل عمل وفكرة وشعور"١.
ويمكن تحقيق التربية الروحية من خلال مجالين هما: مجال العقيدة ومجال العبادة.
١- مجال العقيدة:
يجب تدريب الدراسين على العبودية المطلقة لله عز وجل مما يؤدي إلى زيادة الإيمان به سبحانه وتعالى. وخير وسيلة لذلك هي الربط بين المعالم الكونية وخالقها من خلال المناهج التربوية. وهذا غائب في مناهجنا