للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ممتازة, فهي تعنى أيضا بالجانب المادي حيث تهتم بتفاعل الإنسان مع ظواهر الكون ومجالات الحياة في جوانبها الاجتماعية والطبيعية، إن نظر المؤمن في ملكوت الله ومخلوقاته يزيده إيمانا وتقوى. إن العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج, تعزز الإيمان, وتنشره في ميادين الحياة, وتؤدي إلى تحقيق الهدف الأكبر للتربية الإسلامية, وهو غرس التقوى في النفوس.

والتربية الإسلامية تتميز بأنها تربية سلوكية عملية، فهي توازن بين الجانبين النظري والعملي في تربية الفرد والمجتمع، وقد وجهت التربية الإسلامية جلَّ اهتمامها إلى الناحية العملية لما تضفيه على الفرد والمجتمع من خير وسعادة. قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع" , ويتأكد ثوابها في الآخرة في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} ١. وتركز التربية الإسلامية على الناحية العملية؛ لأنها تحرص على تغيير سلوك الفرد, وتنميته نحو الأفضل. إن تكوين العادات السلوكية الحسنة عند الفرد منذ نشأته أحد المقاصد الكبيرة للتربية الإسلامية، فلهذه العادات أطيب الأثر في اكتساب الفضائل, والبعد عن الرذائل.

والتربية المهنية التي تمثل قيمة العمل النافع في الحياة أحد عناصر التربية العملية، ويشتمل العمل النافع على اكتساب المعرفة اللازمة لتسخير ظواهر الكون, وتصنيع موارد الأرض وثرواتها وخاماتها بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع والناس أجمعين.

ويركز القرآن الكريم, والأحاديث النبوية على جوانب التربية العملية. فالإسلام يؤكد على تربية الاتجاهات الخيرة في الفرد, ويعتبر العمل الصالح عنوانا لاتجاه جديد في الفرد يجعله جديرا بأن يبدل الله سيئاته حسنات. قال عز وجل: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} ٢, ويربط الإسلام بين صدق


١ العنكبوت: ٥٨.
٢ الفرقان: ٧٠.

<<  <   >  >>