ويجد الصحفيون لذة في خداع زملائهم والانتصار عليهم في معركة الحصول على الأخبار. ومن تلك الخداع ما عمد إليه أحد الصحفيين الإنجليز في إثيوبيا من تعطيل سيارته -وكان الطريق ضيقا- لكي تعترض مرور سيارات زملائه وكانوا في طريقهم إلى مكتب التلغراف بعد أن حصلوا على أخبار سياسية هامة حول مسألة معينة. وكان هذا الصحفي قد بعث ببرقية إلى صحيفته في وقت مبكر بواسطة رسول خاص. ونجحت هذه الحيلة وانفردت الصحيفة التي يعمل فيها هذا الصحفي بتلك الأخبار، ولم تتمكن الصحف الأخرى من نشرها إلا في اليوم الثاني.
وقد يكون الصحفي أشد قسوة وفظاعة فيفرغ إطار سيارة زميله من الهواء، فيعطله عن أداء مهمته، بل إنه قد يقطع سلك التليفون عمدا، أثناء إملاء الصحفي المنافس لأحد الأخبار، فيحرمه من جني ثمار جهده الطويل. وهناك صحفي ماكر كان يعرف موعد عودة المسئول إلى الوزارة فيحتفظ به سرا في نفسه، ثم يقوم بتوديع زملائه الصحفيين، وقد يخرجون معه إلى بيوتهم، ثم يعود هو -وحده- لكي يحصل على الخبر وينفرد به.
وقد سبق القول أن هذه الألاعيب والخدع ليست من الفن الصحفي في شيء، بل إن الصحافة الحديثة تعتمد على دستور آداب المهنة وأخلاقها، وتصر على أن تكون المنافسة بين الصحفيين شريفة وعادلة.