وينبغي أن يكون للتحقيق الصحفي خاتمة قوية واضحة أشبه ما تكون بالكلمات النهائية في فن المسرحية. ولا تكون النهاية مسرفة في طولها. وإلا انعدم تأثيرها، ولكنها تتسم بالتوافق بين مساحتها ومساحة التحقيق الصحفي نفسه. وتعتبر الخاتمة بمثابة النتائج التي وصل إليها الصحفي من تحقيقه، ولذلك فإنها كثيرا ما تربط بالمقدمة نفسها وتكون صدى لها. ونجد أن بعض الصحفيين يجعلون الخاتمة تعبيرا عن رأيهم الذاتي، بصرف النظر عن المقومات الأخرى والآراء المختلفة والأفكار الشائعة في التحقيق. غير أن النهاية ينبغي أن تكون منطقية مع التحقيق الصحفي، ولا تلصق به كتذييل مقحم أو مفروض عليه.
وفي رأينا أن الخاتمة تستمد خصائصها من طبيعة التحقيق الصحفي نفسه. فإذا كان التحقيق من نوع إعلامي تعرض فيه الحقائق والآراء المختلفة، فأنسب خاتمة هي تلك التي توجز مجموع الأفكار والآراء وتربطها ببعضها البعض وتستخلص منها النتائج المنطقية المترتبة على المعلومات والأحاديث والآراء. ولا ينبغي أن يفرض الصحفي أحكامه الذاتية الشخصية؛ لأن ذلك ميدانه فن آخر من الفنون الصحفية هو المقال أو العمود أو اليوميات.