للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سياسة الصحيفة وفنون التشويق]

والقابلية للنشر مقياس آخر للخبر الجيد. والصحفي الناجح يدرك بحسه ومرانه أن خبرا من الأخبار له أحقية وأولوية على خبر آخر. والحقيقة أن المشكلة التي تواجه صحافة اليوم ليست في ندرة الأخبار أو قلة الموضوعات، كما كان الأمر قديما. وإنما مشكلة هي في الانتفاء والاختيار من الأعداد الهائلة من الأخبار والمعلومات والصور التي تأتي إلى الصحيفة من أماكن شتى. على أن القابلية للنشر ترتبط بقوانين المطبوعات، وقوانين النشر من سب وقذف وغيرها، كما يتصل باهتمام الرأي العام في مرحلة معينة، فضلا عن الذوق العام الذي قد يرفض موضوعا من الموضوعات حتى ولو كان هاما وتتوفر فيه كافة مقاييس الخبر الناجح.

ويجب أن يتفق الخبر مع السياسة العامة لتحرير الصحيفة سواء من حيث الموضوع أو اللغة أو طريقة العرض. وعلى هذا الأساس قد يكون خبر ما عن جريمة من الجرائم والبشعة أو الأخلاقية صالحا لصحيفة معينة ولكنه لا يصلح لغيرها. ومن المعروف أن هناك صحفا رفيعة المستوى وأخرى متوسطة، كما أن هناك صحفا شعبية تتحدث إلى الجماهير العريضة. ومن الصحف ما تعتمد على الإثارة، ومنها ما ترفض هذا المبدأ رفضا تاما. وقد تكون الصحيفة شيوعية أو يسارية أو يمينية، فتعتمد في اختيار أخبارها على لونها السياسي. فليس غريبا أن تكون أخبار الشيوعية وأحزابها في العالم أهم الموضوعات في الصحافة الشيوعية، في حين أن الموضوعات الدينية تظفر باهتمام الصحف الدينية.

وسياسة الصحيفة هي التي تستطيع أن تتحكم في اختيار الخبر ومقوماته فتقدم واحدا على غيره أو تهمله إهمالا تاما. وقد رأينا أن الصحافة الشيوعية تقلل من نشر أخبار أمريكا بل إنها ترفض نشر انتصاراتها العلمية في عالم الفضاء.

وتذهب بعض الصحف إلى أن عناصر التشويق والإثارة والطرافة والروعة من أهم سمات الخبر الجيد. وهناك تعريف للنبأ يقول إنه ما يخرج عن المألوف.

<<  <   >  >>