موضوعا رئيسيا للنشر، وتراعي الصحف هذه الصفة من صفات الخبر مراعاة دقيقة، وتفرق من أجل ذلك بين الطبعة التي توزع في العاصمة، وتلك التي توزع في الإسكندرية، وكذلك طبعة الأقاليم، فإذا وقعت الحادثة في العاصمة عنيت بها الطبعة التي توزع في العاصمة عناية تامة، وقلت هذه العناية بالقياس إلى طبعة الأقاليم أو المدن.
ومما لا شك فيه أن التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم المعاصر قد ربط بين أواصر الكرة الأرضية وجعل من كوكبنا وحدة متماسكة من ناحية الأخبار، كما أن فكرة الرأي العام العالمي قد أخذت تتحقق بفضل الإعلام الدولي من جهة والمنظمات السياسية الدولية كالأمم المتحدة والوكالات الدولية المنبثقة عنها، وهكذا أصبح الاهتمام الدولي، وتأثر الناس بالأحداث العالمية أمرا واقعا، يشهد به تأثير أحداث فيتنام على الرأي العام العالمي، وكذلك ما تمخضت عنه مشكلة الشرق الأوسط، ومشكلة الحرب الباكستانية الهندية من آثار بعيدة المدى على بلاد مختلفة، بعيدة إلى حد كبير عن مسرح الحوادث.
وأما عنصر الضخامة فلا يعني مجرد التهويل أو المبالغة، وإنما يعني أن حادثا يجرح فيه شخص جرحا طفيفا لا يستحق النشر كخبر، أما الحادث الذي يذهب ضحيته عدد كبير من الناس فإنه يظفر بالنشر في مكان بارز من الصحيفة. ثم إن مرض إنسان عادي من عامة الشعب لا يصنع خبرا صحفيا، ولكن مرض فنان عظيم، أو أديب مشهور، أو سياسي كبير، لا بد وأن يصنع خبرا صحفيا، يهتم به الناس، وقد يتحدثون عنه وقتا طويلا، فكل ما يصنعه رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو الوزراء أو كبار الأدباء والعلماء والفنانين وقادة الرأي ونجوم المجتمع لا بد وأن يعطينا أخبارا هامة. وقد تنصرف الأهمية إلى موضوع الخبر نفسه كأن يكون مشكلة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية خطيرة، أو كشفا علميا أو اختراعا عظيما.
فإذا اجتمعت أهمية شخصية من الشخصيات مع أهمية الموضوع وضخامة عدد المهتمين به، فلا بد أن يكون الخبر صالحا للنشر في الصفحة الأولى، أو في إحدى الصفحات ذات الأهمية الكبيرة.