ولكن الحقيقة أن وظيفة الأخبار من الوظائف الأساسية التي لا يمكن للصحافة أن تقوم لها قائمة بدونها. فأظهر صفة من صفات الإنسان الاجتماعية هي حب الاستطلاع لمعرفة الأنباء والاطمئنان إلى البيئة. ومن الثابت أن رغبات الفرد الأولية وحاجاته إلى الطعام والمأوى والجنس ترتبط برغبات أخرى اجتماعية كالتعرف إلى الأشخاص الآخرين، واختبار البيئة، وجمع المعلومات المفيدة عن الطبيعة والإنسان والحيوان. وهذه هي أهم سمة من سمات الإنسانية التي تساعد الفرد على التكيف مع البيئة والانسجام مع غيره من الناس الذين يعيشون معه؛ لأن هذا التكيف هو الدليل على الصحة النفسية والسلامة الاجتماعية.
ولا شك أن المجتمع البدائي يحمل في طياته بذور وظيفة المخبر الصحفي فمن الثابت أن الإنسان البدائي كان يحكي للداته أخبار مغامراته في الصيد، ويروي لأقرانه أنباء انتصاراته وخبراته المختلفة في الحرب والدفاع عن النفس. وهناك وثائق تاريخية منها ما هو محفور في كهوف الإنسان البدائي القديم، ومنها ما هو منقوش على جدران المعابد، كتلك التي كان يأمر بها الملك رمسيس الثاني أن تدون على حوائط المعابد بعد كل معركة ينتصر فيها، ومنها ما هو مدون على أوراق البردي.