ولذلك فإن المخرج لم يعد مجرد طابع متمرس على فن الطباعة، وإنما هو شخص مثقف ثقافة عميقة ومتنوعة في فنون العرض والتشكيل وعلوم النفس والاجتماع ووظائف الأعضاء جميعا. وقد رأينا أن المخرج الصحفي لا بد وأن يعرف مضمون الأخبار والمقالات والتحقيقات والموضوعات المختلفة ويختار لها ما يناسبها من الشكل الطباعي والإخراجي المناسب لها. ومع أن رئيس التحرير هو المسئول الأول عن كل ما يصدر في صحيفته، فإنه لا يستطيع أن يفعل كل شيء بمفرده، وخاصة بعد أن أصبح الفن الصحفي متشعب الفروع ويتطلب تخصصا في كل فرع، ولذلك فإن مهمة الإخراج توكل عادة إلى أحد سكرتيري التحرير المتخصصين في هذه الفن.
والمخرج الصحفي هو حلقة الاتصال بين أقسام التحرير من جهة وأقسام الطباعة من جهة أخرى، وعليه أن يتذوق الأخبار حتى يضع كل خبر في مكانه اللائق به وإخراجه بالطريقة التي تناسبه. وما دام النشاط الصحفي في جوهره سباقا مع الزمن؛ لأن القطارات والطائرات لا يمكن أن تنتظر الصحف المتأخرة، فلا بد أن يتقن المخرج الصحفي فن الإدارة حتى يتم كل شيء في موعده المحدد تماما، ومع حرصه الشديد على إعطاء القارئ أكبر قدر من الأخبار والمعلومات، فإنه لا ينسى أن يضعها في إطار جميل جذاب، يغري الناس بالقراءة واليسيرة السهلة، والفهم القائم على التبسيط المدروس.