جاءت اللواء والجريدة والصحف المستقلة لتعميق هذا الاهتمام بالخبر، أصبح الطريق مفتوحا أمام جريدة السياسة سنة ١٩٢٢، لبدء عصر جديد من الصحافة الحديثة التي تضارع الصحافة الأوروبية. ثم كان المرحلة السابقة على الحرب الثانية ابتداء من سنة ١٩٣٦ من معالم التطور الجديد في الفن الصحفي، الذي ازدهر ازدهارا عظيما خلال فترة الحرب وما بعدها.
وقد رأينا أن هذا الفن ما كان يمكن أن يتطور لولا التقدم العلمي في خدمة الطباعة والتصوير والرسم وصناعة الكليشيهات، فضلا عن التقدم الهائل في فن التصوير الصحفي. وفي هذه الظروف بالذات تطور فن المجلة ليصبح مجالا خصبا لفن التحقيق الصحفي، فخرجت صحافتنا من المجال المحلي إلى المجال الدولي، وارتفعت أرقام التوزيع، كما زادت مساحات الإعلانات وإيراداتها، فدخلت الصحافة طور النضج والاستواء، وتنافست الصحف على تجديد الفن الصحفي وإتقانه، حتى ليمكن القول دون مبالغة أن الصحافة الحديثة تمتاز حقا بفن التحقيق الصحفي.