للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرقا من هذه الناحية بين الصحفي والخطيب. والآخر صاحب الحق في إثارة الجماهير، وتحريك مشاعرهم عن طريق الغضب أو الثورة. والأول -وهو الصحفي- لا يليق به أن يتخذ لنفسه موقف الخطيب في إقناع الجماهير، بل عليه أن يعتمد في ذلك على قدرته في الإتيان بطائفة من اللفتات الذهنية حينا، واللفتات الشعورية حينا، بحيث يتمثله القارئ رجلا هادئا".

ومن الطريف، أن الفن الإذاعي الحديث قد تأثر تأثرا بالغا بفن المقال الصحفي، فهو ينبذ اللهجة الخطابية، ويعتبرها مدمرة للفن الإذاعي الأصيل القائم على الإفضاء والمحادثة العادية الشيقة، حيث يكون المستمع للإذاعة أو مشاهد التليفزيون في خلوته أو في سيارة أو جالسا مع أسرته وأصدقائه، فيصبح الجو الخطابي المثير غريبا، ومنافيا لروح الألفة والإيناس التي هي روح فن المقال الصحفي والفن الإذاعي جميعا.

<<  <   >  >>