للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان لا بد للصحافة الشعبية الجديدة أن تغري القراء بوسائل جديدة في الإخراج تتمشى مع مضمونها المتنوع. وقد اكتشف الصحفيون في أواخر القرن التاسع عشر أن الإخراج الصحفي القديم الذي كان يتناسب مع الموضوعات الجادة وطبقة القراء من الخاصة، لا يمكن أن يأتلف مع المضمون الأخباري المتنوع والموضوعات الخفيفة.

وفي سنة ١٨٩٠ بدأ أخطر انقلاب في فن الإخراج الصحفي، وكان يتجلى على وجه الخصوص في كل من صحيفة ورلد١ التي أصدرها بولتزر٢ وصحيفة جورنال٣ التي أصدرها هيرست٤ بمدينة نيويورك. وكان من أمارات هذا الانقلاب ظهور العناوين الكبيرة المنتشرة "المانشيت" على عرض الصفحة أو على عرض بضعة أعمدة. والتوسع في نشر الصور والرسوم، والمبالغة في الأخبار المثيرة من حيث التحرير والإخراج حول الحرب الإسبانية الأمريكية، وما لبث النقاد أن أطلقوا عبارة "الصحافة الصفراء" على هذه المحاولات الجديدة في الإثارة والمبالغة والإسراف في العناوين، والابتذال في العرض الرخيص.

وفي ٢٨ يناير سنة ١٩٠٤ نجحت تجربة نورثكليف الثانية عندما أصدر صحيفة ديلي ميرور٥، وكانت بحق أول تطبيق لفن الإخراج الصحفي الحديث بالنسبة للصحافة الخفيفة المصورة. وحقيقة أنه كانت هناك محاولات أخرى سابقة ظهرت في كل من صحيفة "الستراتيد" لندن نيوز٦، وصحيفة ويكلي جرافيك٧ وصحيفة ديلي جرافيك٨، ولكنها كانت جميعا نماذج تقليدية لا جديد فيها، ولم تستطع اجتذاب القراء كما اجتذبتهم صحيفة ديلي ميرور.

وظلت طريقة نورثكليف هي الطابع لعام لفن الإخراج الصحفي حتى سنة ١٩٣٣. وفي هذه السنة تولى آثر كرستيانسن٩ رئاسة تحرير صحيفة


١ world.
٢ pulitzer.
٣ journal.
٤ hearst.
٥ daily mirror.
٦ itlustrated london news.
٧ weekly graphic.
٨ daily graphic.
٩ arthur christiansen.

<<  <   >  >>