وتعنى الصحافة الحديثة أيضا بإخراج التحقيقات الصحفية المصورة إخراجا بديعا، ويقبل القراء عليها إقبالا يعوض انصرافهم عن المقالات. ولا شك أن إقبال القراء على التحقيقات راجع إلى بساطة العرض، واعتماد الصحفيين على أحاديث المسئولين والخبراء، فضلا عن الإحصاءات الحية وأساليب العرض الواقعية. كما تعتبر الصور والرسوم والألوان، والفقرات الخفيفة الممتعة، والعناوين الفرعية الجذابة. والفراغات البيضاء بين الفقرات، والجرأة في استخدام الإخراج الأفقي على عرض الصفحات المتقابلة، والاستفادة من ألوان الطباعة الحديثة وفنونها، ومن أهم العوامل التي تجذب القراء إلى الاطلاع على التحقيقات. وقد تأثر كتاب المقال الصحفي تأثرا كبيرا بأسلوب التحقيقات، حتى أصبح المقال الحديث مبنيا على تحليل الحقائق، وعرض المعلومات الواقعية بعيدا عن المبالغة أو التأثير الأدبي بالألفاظ.
ويحسن أن نختتم هذا الباب بطائفة من الإشارات العامة بالنسبة للإخراج الحديث:
١- لا بد من وضع عنوان أو صورة في أعلى العمود، وقد يتعذر ذلك في بعض الأحيان، ولكن المخرج الفنان يضن بترك رأس العمود خاليا.
٢- لا تضع الصور والإطارات بجوار الإعلانات؛ لأن الصورة قد تقتل الإعلان لجاذبيتها، أما الإطار فقد يبدو امتدادا للإعلان.
٣- تجنب وضع أية صورة أو عنوان على خط الطي.
٤- تفضل بعض الصحف ألا تكون الصورة في الأعمدة الخارجية التي تقع على حافة الصفحة، ومن المستحسن أن تكون في العمود الثاني إلى الداخل على أقل تقدير.
٥- لا ينبغي الإسراف في استعمال العناوين المنتشرة "المانشيت" في الصفحات الداخلية، إلا في الأحوال التي تتطلب ذلك، كأن تخصص لخطاب رئيس الجمهورية، أو خطاب العرش، أو بيان هام، أو تصريح دولي، أو تقرير سياسي خطير.