أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن خرداذبة المتوفى في حدود ٣٠٠ هـ.
مؤرخ وجغرافي في القرن الثالث الهجري. قيل أنه أيراني الأصل وكان معتنقاً دين الزردشتية ثم انتحل دين الإسلام على يد البرامكة ويظهر من ذلك أنه كان من أهل خراسان. اختلف المؤرخون في سنة ولادته ووفاته فذكروا تاريخين لولادته أحدهما ٢٠٥ والآخر ٢١١ هـ.
هاجر ابن خرداذبة في أوائل حياته إلى بغداد وبدأ يتلقى العلوم على يد والده كما وأخذ فن الموسيقى على يد الموسيقي الشهير في ذلك العصر إسحاق الموصلي.
عُهد إليه في أيام خلافة الواثق بالله (٢٢٧ ج ٢٣٢ هـ) منصب «صاحب البريد والخبر» ، ويبدو أن عمله هذا أدى إلى أن تتسع دائرة معلوماته عن وضع الطرق ونسبة الخراج والأوضاع الجغرافية والإدارية في إيران والبلدان الإسلامية وغير الإسلامية وسبب تأليفه هذا الكتاب.
تقربه إلى الخليفة المعتمد العباسي وحضوره في مجالسه ومحافله الأدبية والفنية سببت خوض ميادين أخرى غير الجغرافيا كالأدب والموسيقى والطبخ وغيرها مطالعة وتأليفاً.
آثاره
أحصى ابن النديم في فهرسه عن المترجم له ثمانية كتب وهي: أدب السماع، جمهرة أنساب الفرس والنوافل، المسالك والممالك، الطبيخ، اللهو والملاهي، الشراب، الأنواء، الندام والجلساء.
وذُكرت في مصادر أخرى كتابين آخرين وهما: الكبير في التاريخ وأخبار ابن خرداذبة.
ولكن لم يبق من هذه الآثار العشر إلا كتابين وهما: المسالك والممالك ومختار من كتاب اللهو والملاهي.
اعتماد علماء الجغرافيا على ابن خرداذبة
اعتمد على ابن خرداذبة في منهجه الجغرافي الكثير من علماء الجغرافيا التالين له أمثال اليعقوبي وابن فقيه وابن رستة وابن حوقل والمقدسي والجيهاني والمسعودي.