ويقال ان كسرى ابرويز احصى جباية مملكته فى سنة ثمانى عشرة من ملكه وانما كان فى يده ما ذكرناه وسمّينا اعماله من السواد وسائر النواحى دون اعمال المغرب لان حدّه كان الى هيت وكان ما سمّيناه من المغرب فى ايدى الروم من العين سبع مائة الف وعشرين الف مثقال يكون من الورق ستمائة الف الف درهم قال قدامة والنواحى عندى فى مثل ما كانت عليه فى ذلك الوقت لم يعدم ارضوها ولم يبد ساكنوها وانّما يجب ان يكون مع مدبّرها تقى الله اوّلا ثم دراية وعدل وعفّة حتى تستقيم الامور وينتظم التدبير ويأتى من المال ما يعجب منه العاجب
[الباب السابع فى ذكر ثغور الاسلام والامم والاجيال المطيفة بها]
الامم والاجيال المخالفة الاسلام مكتنفة له من جميع اطرافه ونهايات اعماله منهم المتقارب من دار مملكته ومنهم المتباعد عنها وكانت ملوك الطوائف الذين ملكهم ذو القرنين يؤدّون الاتاوة الى ملك الروم خمس مائة واحدى عشرة سنة الى ان جمع اردشير بن بابك المملكة بعد مشقّة وطول مجاهدة فمنع حينئذ الاتاوة التى كانت الفرس تؤدّيها الى الروم بعد مشقّة فينبغى ان لا يكون المسلمون لصنوف اعدائهم اشدّ حذرا منهم للروم وقد جاءت بذلك آيات يظهر بها حقيقة ما قلته والله الموفّق للمصلحة بقدرته، فلمّا كانت الروم على ما وصفت وجب ان نقدّم الكلام فى الثغور المقابلة لبلدهم على