فيسقى كثيرا من اعمال السواد ويخرج منه اسفل الانبار نهر يعرف بالدقيل يحمل منه نهر عيسى الذي يأخذ الى بغداد ويصبّ الى دجلة بها ويمرّ جملة ما يبقى من ماء الفرات بعد ما ينفرق فى الانهار الى سقى اعمال السواد فيصبّ الى دجلة اسفل واسط وطول الفرات منذ يطلع فى بلاد الاسلام الى ان يأتى بغداد ستمائة وثلثة وعشرون ميلا،
[الباب السادس فى مملكة الاسلام واعمالها وارتفاعها]
انه اذا قيل الشرق او الغرب او الشمال او الجنوب كانت هذه الاسماء جميعا تقال بالاضافة الى شىء بعينه فان مصر مثلا ونحن نعدّها من اعمال المغرب مشرق لمن هو فى بلاد الاندلس وكذا خراسان مشرق لنا ومغرب لاهل الصين وكذلك سائر النواحى لا بدّ لها من قصبة يشار منها الى نواحيها فنقول ان قصبة مملكة الاسلام بلد العراق وهذا مع انه موجود هكذا فى الوقت فقد كانت الفرس تجريه عليه وتسمّيه دل ايرانشهر وانّما سمّت العرب العراق بهذا الاسم تعريبا لما وجدت الفرس سمّته وهو ايران ومعنى ايران نسبة الى اير وهم القوم الذين اختارهم اير بن افريدون بن ويونجهان بن اوشهنج ابن فيروزان بن سيامك بن نرسى بن جيومرت تفسير جيومرت على ما اخبرنى به الموبذ الحىّ الناطق الميّت والفرس اوّليّتهم وابتداؤهم من جيومرت ويسمّونه مقام ادم عم