كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة

ص: 3

[خطبة الكتاب]

بسم الله الرحمن الرحيم اطال الله تعالى بقاءك يا ابن السادة الاخيار والائمّة الابرار منار الدين وخيرة الله من الخلق اجمعين وادام الله لك السعادة وكثّر لك الزيادة من جميع الخيرات ووفّقك لسبيل الصالحات وجعلك ممن ارتضى افعاله وزيّن احواله فهمت الذي سألت افهمك الله جميع الخيرات واسعدك الى الممات وافلح فى الدارين سهمك ووفّر فيهما قسمك من رسم ايضاح مسالك الارض وممالكها وصفتها وبعدها وقربها وعامرها وغامرها والمسير بين ذلك منها من مفاوزها واقاصيها ورسوم طرقها وطسوقها على ما رسمه المتقدّمون منها فوجدت بطلميوس قد ابان الحدود واوضح الحجّة فى صفتها بلغة اعجميّة فنقلتها عن لغته باللغة الصحيحة لتقف عليها وقد رسمت رسم لك فوز الحقّ فى جميع مأمولك ومطالبك ما رجوت ان يكون محيطا بمطلوبك وآتيا على ارادتك كالمشاهد لما نأى والخبر بما قرب وصنعته كتابا (٢) افتتحته بالحمد لله ذى العزّة المنيعة والنعمة السابغة الذي انشأ الخلق على ما اراد وبيّن سبيل الحقّ للعباد لم تشركه فى خلقه الآراء المتوهّمة ولا ظنون الرّويات تعالى الله عما يشركون وصلّى الله على محمّد نبيّه وعلى الاخيار من عترته وسلّم كثيرا