الرقيم قال فبدأنا بصعود الجبل الى ذروته فاذا بئر محفورة لها سعة تبيّنّا الماء فى قعرها ثم نزلنا الى باب السرب فمشينا فيه مقدار ثلثمائة خطوة فصرنا الى الموضع الذي اشرفنا عليه فاذا رواق فى الجبل على اساطين منقورة وفيه عدّة (٩٠) ابيات منها بيت مرتفع العتبة مقدار قامة عليه باب حجر منقور فيه الموتى ورجل موكّل بحفظهم ومعه خصيان روقة واذا هو يحيد عن ان نراهم او نفتّشهم ويزعم انه لا يأمن ان يصيب من التمس ذلك آفة يريد التمويه ليدوم كسبه بهم فقلت له دعنى انظر اليهم وانت برىء فصعدت بشمعة غليظة مع غلامى فنظرت اليهم فى مسوح تتفرّك فى اليد واذا اجسادهم مطليّة بالصبر والمرّ والكافور ليحفظها واذا جلودهم لاصقة بعظامهم غير انّى امررت يدى على صدر احدهم فوجدت خشونة شعره وقوّة نباته واحضر الموكّل بهم طعاما وسألنا الغداء عنده فلمّا ذقنا طعامه انكرنا انفسنا فتهوّعنا وانّما اراد ان يقتلنا او يغصّنا فيصحّ له ما كان يدّعيه عند ملك الروم من انهم اصحاب الرقيم فقلنا له انّما ظننّا انك ترينا موتى يشبه.. الاحياء وليس هؤلاء كذلك وعمل الناطلوس وتفسيره المشرق وهو اكبر اعمال الروم وفيه مدينة عمّورية وعدد بروجها اربعة واربعون برجا ومن الحصون العلمين