شبيه بالمكفّرة ثم فتحت النيمخانجة القبليّة فوجدنا فيها جرنا من حجر اصمّ اسود مطبق بمثله فعالجنا فتحه فكان مسدودا برصاص فأوقدنا عليه حتّى ذاب الرصاص وفتحناه فاذا فيه شيخ ميّت وتحت رأسه لوح من جزع ابيض وقد صدّعه النار التى اوقدنا على الجرن ولوّحت اثوابا كانت على الميّت فاخذنا اللوح وألّفناه فوجدنا فى جانب منه صورتين من ذهب احداهما صورة رجل بيده حيّة والاخرى صورة رجل على حمار بيده عكّاز وفى الجانب الآخر صورة رجل على ناقة بيده قضيب فأخذنا ذلك اجمع وصرنا به الى احمد بن طولون فدعا بصانع فالّف اللوح (١٣٥) وأجمعنا على ان الصور موسى وعيسى ومحمّد صلّى الله عليهم اجمعين وأخذ احدى الجرار واعطى ابا عبد الله الكاتب جرّة واحدة واعطانى واحدة فصرت بها الى منزلى فاخذت عودا فحرّكت المومياى الذي فيها فجعل يتنفّس بشىء فلم ازل احتاله حتّى اخرجته فاذا هو حواشى ثياب تدرج بعضها الى بعض فجعلت انشرها حتّى انتهيت الى قطعة من جلد ثور كانت تلك الحواشى ملفوفة عليها فنشرتها فلمّا بلغت الى آخرها نقّطت منها نقطة دم فلا ادرى ما كان ذلك والله اعلم وبناء رومية، والاسكندريّة يقال انها بنيت فى ثلثمائة سنة وان اهلها مكثوا سبعين سنة لا يمشون فيها بالنهار الّا بخرق سود مخافة على ابصارهم من شدّة بياض حيطانها ومنارتها العجيبة على سرطان من زجاج فى الجر، وكان فيها سوى اهلها ستّمائة الف من اليهود خولا لاهلها