نفسه او عند الخليفة القائم بالامر فى وقته لان هذا الديوان ليس فيه من العمل ما يحتاج معه الى الكافى المتصفّح وانما يحتاج الى الثقة المتحفّظ والرسوم التى يحتاج اليها من امر الديوان هو ما بقارب الرسوم التى بيّناها فى غيره مما يضبط به اعماله واحواله فاما غير ذلك من امر الطرق ومواضع السكك والمسالك الى جميع النواحى فانا لم نذكره ولا غنى بصاحب هذا الديوان ان يكون معه منه ما لا يحتاج فى الرجوع فيه الى غيره وما ان سأله عنه الخليفة وقت الحاجة الى شخوصه وانفاذ جيش يهمّه امره وغير ذلك مما تدعو الضرورة الى علم الطرق بسببه وجد عتيدا عنده ومضبوطا قبله ولم يحتج الى تكلّف عمله والمسألة عنه فينبغى ان نكون الآن نأخذ فى ذكر ذلك وتعديده باسماء المواضع وذكر المنازل وعدد الاميال والفراسخ وغيره من وصف حال المنزل فى مائه وخشونته وسهولته او عمارته او ما سوى ذلك من حاله ونبدأ بالطريق المأخوذ فيه من مدينة السلام الى مكّة وهو المنسك الاعظم وبيت الله الاقدم ونأخذ بعد البلوغ اليه بذكر ما بعده من الطريق الى اليمن ثم فى سائر الجهات المقاربة له وتسميته ان شاء الله فمن مدينة السلام الى جسر كوثى على نهر الملك سبعة فراسخ ومن جسر كوثى الى قصر ابن هبيرة خمسة فراسخ ومن قصر ابن هبيرة الى سوق اسد سبعة فراسخ ومن سوق اسد الى ساهى خمسة فراسخ ومن ساهى الى مدينة الكوفة خمسة فراسخ ومن الكوفة الى القادسية خمسة عشر ميلا ومن القادسية الى العذيب ستة اميال العذيب كانت مسلحة بين العرب وفارس فى حدّ البرّيّة وبها حائطان متّصلان من القادسية الى العذيب ومن الجانبين كليهما نخل واذا خرج