للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم١ ثم قال: "اعلموا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّامَةِ٢ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ والرقمة٣ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ".

وَقَدْ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَّائِيُّ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ بُنْدَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ بِهِ.

وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: حسن صحيح٤.

فصل

فَإِذَا قَامَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ، وَجَدُوا الْأَرْضَ على غير صفة الأرض التي فارقوها قد دكت جبالها، وزالت٥ قلالها وتغيرت أحوالها، وانقطعت أنهارها، وبارت أشجارها، وسجرت٦ بحارها، وتساوت مهادها٧ ورباها٨، وخربت مدائنها وقراها، وقد زلزلت زلزالها، وأخرجت أثقالها، وقال الإِنسان ما لها، وكذلك السموات، وَنَوَاحِيهَا، قَدْ تَشَقَّقَتْ، وَأَرْجَاؤُهَا قَدْ تَفَطَّرَتْ، وَالْمَلَائِكَةُ على أرجائها قد أحدقت٩ وشمسها وقمرها


١سري عنهم: كشف عنهم ما أصابهم من الهم والفزع.
٢ الشامة: علامة في البدن يخالف لونها لون بقيته.
٣ الرقة: بالراء المشددة المفتوحة وسكون القاف وفتح الميم: نقطة سوداء في حجم الدرهم والمراد بأنهم في الناس كالشامت في جنب البعير والرقمة في ذراع الدابة، الدلالة على تميزهم عن غيرهم من الأمم وقلة عددهم بالنسبة إليهم.
٤ رواه الترمذي ٢-٢٠٠ أبواب التفسير"من سورة الحج".
٥ القلاق: جمع قلة وهي أعلى الجبل.
٦ سجرت البحار. صارت نيرانا من سجر التنور إذ أحماه وأوقده وأصل السجر إضرام النار وتهييجها.
٧ مهاد الأرض: المستوي منها.
٨ الربا: جمع ربوة، وهي المكان المرتفع عما حوله.
٩ أحدقت: أحاطت.

<<  <  ج: ص:  >  >>