للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَكْسُوفَانِ١، بَلْ مَخْسُوفَانِ وَفِي مَكَانٍ وَاحِدٍ مَجْمُوعَانِ، ثم يكوران٢ بعد ذلك، ثم يلقيان كما جاء فِي الْحَدِيثِ الَّذِي سَنُورِدُهُ فِي النِّيرَانِ كأَنَّهُمَا ثوران عقرا.

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: قَالَ ابْنُ عباس:

يخرجون فينظرون إلى الأرض فيرونها غير الأرض التي عهدوا، وإلى الناس فيرونهم غير الناس الذين عهدوا، ثم تمثل ابن عباس يقول الشاعر:

فَمَا النَّاسُ بِالنَّاسِ الَّذِينَ عَهِدْتَهُمْ ... وَلَا الدَّارُ بالدار التي كنت أعرف

وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ:

{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غَيْرَ الأرْض وَالسَّمواتُ وَبَرَزُوا لِلّهٍ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم:٤٨] .

وقال تعالى:

{فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدةً كَالدهَانَ فَبأيِّ آلاَءِ رَبكُمَا تكَذِّبَانِ} [الرحمن:٣٧-٣٨] .

وقال تَعَالَى:

{فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذِ وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذ ثَمَانِيَةٌ يَوْمَئِذ تُعْرَضُونَ لاَ يَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:١٥-١٨] .


١ الكسوف احتجاب الضوء لحائل والخسوف ذهاب الضوء.
٢ التكوير: اللي واللف، أي إن الشمس والقمر يلفان ويذهب بنورهما يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>