قَالَا: هو حائط بين الجنة والنار، وهو الذي قال الله تعالى فيه:{وَبَيْنَهُمَا حِجَاب} . [٧-الأعراف-٤٦] .
وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَمَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَكَعْبِ الأحبار عن كتب الإِسرائيليين أنه سور بيت المقدس ضعيف جداً، فإِن كان أراد المتكلم بهذا الكلام ضرب مثال، وتقريباً للمغيب بالشاهد فذاك، ولعله مرادهم وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن عباس، عن المطعم بن المقدام الصنعاني وغيره، عن أحمد قَالَ. كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: يَا أَخِي إِيَّاكَ أَنْ تَجْمَعَ مِنَ الدُّنْيَا مَا لَا تُؤَدِّي شُكْرَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"يُجَاءُ بِصَاحِبِ الدنيا الذي أطاع الله فِيهَا وَمَالُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كُلَّمَا تَكَفَّأَ بِهِ الصِّرَاطُ قَالَ لَهُ مَالُهُ: امْضِ، فَقَدْ أَدَّيْتَ حق الله فِيَّ?، قَالَ: ثُمَّ يُجَاءُ بِصَاحِبِ الدُّنْيَا الَّذِي لم يطع الله فيها، ماله بَيْنَ كَتِفَيْهِ، كُلَّمَا تَكَفَّأَ بِهِ الصِّرَاطُ قَالَ له ماله: ألا أديت حق الله فِيَّ? فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَدْعُوَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ".