للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورد في حديث الصور:

"أنه يضرب لهم حياض، بَعْدَ مُجَاوَزَةِ الصِّرَاطِ، وَأَنَّهُمْ إِذا وَصَلُوا إِلَى باب الجنة يستشفعون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى ثم محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فَيَكُونُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الشفيع لهم في ذلك".

كما ثبت في الصحيح عند مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ، ورواه ابن الإِمام أَحْمَدُ عَنْهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ.

"آتي باب الجنة، فأستفتح، فيقول خازنها: مَنْ أَنْتَ? فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ ألا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ".

وَقَالَ مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هشام، عن سفيان، عن المختار ابن فليفل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"أَنَا أَكْثَرُ الأنبياء تبعاً ليوم القيامة، وأول مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ".

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: "يجمع الله الناس يوم القيامة، فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حِينَ تَزْلُفُ لَهُمُ الْجَنَّةُ، فَيَأْتُونَ آدم فيقولون: يا أبانا اشفع لنا، فيقول لهم: أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ? لست بصاحب ذلك".

وذكر تمام الحديث، وَهُوَ شَاهِدٌ قَوِيٌّ لِمَا ذُكِرَ فِي حَدِيثِ الصور، من ذهابهم إلى الأنبياء مرة ثانية، يستشفعون بهم إلى الله، ليستأذنوه لهم في دخولهم الجنة، وَيَتَعَيَّنُ لَهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا تعين للشفاعة الأولى العظمى، كما تقدم. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>