فيغشاه الموت، قال: فأقول: يَا عِيسَى: انْتَظِرْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ، قَالَ: فأذهب حتى أقوم تحت العرش، فألقي ما لم يلق نبي مصطفى، ولا نبي مرسل، فيوحي الله إِلَى جِبْرِيلَ: اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: ارْفَعْ رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع، قال: فأشفع فِي أُمَّتِي، أَنْ أَخْرِجْ مِنْ كُلِّ تِسْعَةٍ وتسعين إنسانَاً واحداً، قال: فما أزال أتردد على ربي، فلا أقوم بين يديه مقاماً إلا شفعت، حتى يعطيني الله عز وجل من ذلك أن يقول سبحانه وتعالى: يا محمد: أدخل مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَوْمًا وَاحِدًا مُخْلِصًا، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ". تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَدُ، وَقَدْ حَكَمَ التِّرْمِذِيُّ بِالْحُسْنِ لِهَذَا الإِسناد.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حدثنا أبو يوسف العلوي: حدثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ حَضَرَ مِنْ أمر العباد منا حضر، فقال: أستأذن إِلَى رَبِّكَ، فَسَلْ لِأُمَّتِكَ الشَّفَاعَةَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ من العرش، فقصت عِنْدَ الْعَرْشِ، فَلَقِيتُ مَا لَمْ يَلْقَ نَبِيٌّ، وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فَقَالَ: سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تشفع، فقلت: أمتي". وذكر الحديث كنحو سياق الإِمام أحمد.
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إسرائيل، عن الحارث ابن حصيرة، عن ابن أبي بريدة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أشفع في عَدَدَ كُلِّ حَجَرٍ وَمَدَرٍ لِأُمَّتِي".