للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبرنا به صلى الله عليه وسلم , فيقول -رحمه الله- موضحاً هذا المعنى:

"لما جاء القرآن العظيم بأن الغيب لايعلمه إلا الله كان جميع الطرق التي يراد بها التوصل إلى شيء من علم الغيب غير الوحي من الضلال المبين. وبعض منها مايكون كفراً ولذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" ١. ولا خلاف بين العلماء في منع العيافة٢. والكهانة٣، والعرافة٤، والطرق٥، والزجر٦، والنجوم. وكل ذلك يدخل في الكهانة، لأنها تشمل جميع أنواع ادعاء الاطلاع على علم الغيب، وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن الكهان؟ فقال: "ليسوا بشيء" ٧" ٨.

ويؤكد الشيخ الأمين -رحمه الله- أن ليس للعباد تسلط إلى معرفة الغيب، وأن جميع الطرق التي يدعي أصحابها أنها تنبىء عن الغائب كلها من البهتان. وهذا ما أوضحه الإمام القرطبي٩ -رحمه الله- بقوله: "قال العلماء رحمة الله عليهم: لما تمدح سبحانه بعلم الغيب، واستأثر به دون


١ أخرجه مسلم٤/١٧٥١، إلا أنه قال:"ليلة"بدل"يوما".
٢ هي زجر الطير للتفاؤل، والتشاؤم بأسمائها وأصواتها وممرها.
(انظر: اللسان ١١/١٦٧. وتهذيب اللغة ٣/٢٣١) .
٣ الكهانة مثل العرافة –كما سيأتي-
(انظر: الصحاح ٦/٢١٩١. وتهذيب اللغة ٦/٢٤. واللسان ١٧/٢٤٤-٢٤٥) .
٤ العراف: هو الحازي أو المنجم الذي يدعي علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه.
(انظر: الصحاح ٤/١٤٠٢. وتهذيب اللغة ٢/٣٤٧ واللسان ١١/١٤٢.
٥ هو الضرب بالحصى، والخط في التراب، وهو ضرب من التكهن.
(انظر: الصحاح ٤/١٥١٥. وتهذيب اللغة ١٦/٢٢٤، واللسان ١٢/٨٥) .
٦ ويكون للطير، وغيرها للتيمن بسنوحها، أو التشاؤم ببروحها، وهو ضرب من التكهن.
(انظر: الصحاح ٢/٦٦٨. وتهذيب اللغة ١٠/٦٠٢) .
٧ أخرجه البخاري ٧/٨٢؛ ومسلم ٤/١٧٥٠.
٨ أضواء البيان ٢/١٩٧.
٩ هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي من كبار المفسرين. رحل إلى المشرق واستقر بمنية ابن خصيب في صعيد مصر. وتوفي ودفن بها سنة (٦٧١?) .
وانظر: شذرات الذهب ٥/٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>